_{بقلم مهندس : مجدى خطاب}

_{تحدثنا كثيرا عن الجودة وأظهرنا لها الكثير من التعاريف والمفاهيم , فرائينا الجودة كمفهوم وكثقافة , ثم مضينا لنصل الى تطبيق الجودة من خلال}

_{وضعنا لنظم إدارية تسعى لتحقيق الجودة فى ناتج المنظمة , والناظر بتأنى الى محور تطبيق نظم إدارة الجودة سيجد تركيزا شديدا على قيمة التوثيق , وقد تعملنا فى ألف باء جودة مقولة أكتب ما تفعل وأفعل ما كتبت وهى ذات العبارة التى نلقيها على مسمع كل وارد وأتى الى عالم الجودة , ولعل المتفحص والناظر بتأمل لكل هذه الأساسيات فى الجودة يصل الى حقيقة مفادها أن محور عمل هذه النظم هو الحصول على الدليل المادى الملموس على تطبيق وتنفيذ الأعمال والتى نحصل عليها من سجلات وتقارير نظم الجودة ثم يأتى بعد ذلك الدور لتحليل البيانات , وهنا تكون المعضلة الرئيسية فى كيفية التأكد من صحة هذه البيانات وهو ما يجعلنا نطرح هذا الموضوع للتسائل ومحاولة إيجاد إجابة له فهل للبيانات جودة أو هل يوجد شئ أسمه جودة البيانات؟ وللإجابة على هذا التساؤل فإننا نتناول أولا تعريف البياناتData و هي العناصر التي نستخلص منهاالمعلومات بعد المعالجة ( ولا تكون مفيدة بمفردها(  وتكون البينات هى المادة الخام للمعلومات ويمكننا أن نعطى هنا مثال تشبيهى بسيط فكما أن البترول مادة خام وعديمة الفائدة فى حد ذاتها كمادة كاملة ولا ينتفع بها الا بعد تحليها وإشتقاق المركبات منها فإن البيانات تبدو فى صورتها الخام كالبترول عديمة الفائدة الا بالعمل على تحليلها وتنقسم البيانات الى النوعين الأساسين التالين: 1.بيانات رقمية : وهي البيانات التي تأخذ قيماً محددة لا تخرج عنها ، ومثال ذلكحروف الهجاء……….2. بيانات تمثيلية : وهي البيانات التي تأخذ قيماً عديدة غيرمحدودة ، نحو شدة الصوت أو درجة الحرارة……. وبناءا على هذا التعريف البسيط نصل الى معنى هام هو أنه إذا كانت المادة الخام للمعلومات غير جيدة فسوف نحصل بالتأكيد على معلومات غير جيدة وسنبنى عليها قرارات سوف تكون بإحتمال كبير خاطئة. وهنا نصل الى ضرورة التأكيد على أن تكون البيانات جيدة وتكون البيانات جيدة إذا ما كانت 1. دقيقة …. 2. مكتملة…. 3. متسقة ( أى ذات صلة بموضوعها )…… 4. مرتبطة إرتباطا صحيحة بزمنها ……5 . موثوقا فيها …… 6. يمكن فهمها ……. 7. يسهل التعامل معها لإستخلاص معلومات منها……… إذا نصل الأن لإجابة عن تساؤلنا السابق وهو أنه للبيانات جودة لأن البيانات مثلها مثل أى شئ إعتبارى لها خصائص وكل شئ إعتبارى له خصائص تكون له جودة …… وهنا نعيد الطرح من جديد إذا كانت للبيانات جودة فما هو السبيل لتحقيق هذه الجودة للبيانات ….. اعتقد بأن الإجابة الأن أصبحت سهلة ويسيرة وهى أن من يبنى النظام الذى تسقى منه البيانات عليهم أن يراعون كيف يزرعون خصائص جودة البيانات فى كل النماذج والتقارير التى يبنونها فى نظمهم الإدارية وهذه هى النصيحة الأبدية فعندما تنبى النظام حاول أن تكون عينك واسعة ونظرتك حادقة على هذه النماذج والتقارير والتى تعتبر الحاوى والمفرخ لهذه البيانات فكما تعطينا الأرض البترول أو النفط الخام فإن النماذج والتقارير تعطينا البيانات الخام وكلما أحسنا الزرع كلما أحسنا الحصاد…… محبى عالم الجودة كانت هذه فكرة ورؤية ولو أنها ليست بالجديدة لكنها تذكرة وخاصة لمن يعملون فى العمل الإستشارى وفى بناء النظم الإدارية …… نرحب بكم فى العدد الخامس من مجلتكم عالم الجودة والذى نواصل فيه طرحنا للعديد من المواضيع الجديدة وخاصة باب جودة الحياه والذى يأتى كتطور جديد حرصنا فيه على أن نلمس جانب جديد من تطبيقات الجودة وعلومها …… كما نعود لكم بباب سؤال وجواب فى الجودة والذى يجيب عليه دكتور جليل وهو زميلنا الدكتور أسامة اسماعيل……. كما ننوه فى عددنا هذا عن طرحنا لفكرة باب التوظيف والذى سنقوم فيه بنشر بيانات عن طالبى العمل فى مجالات الجودة ويسعدنا تلقى طلباتكم لنشرها بالمجلة بدءا من العدد القدم بمشيئة الله…… مرحبا بكم فى عالمكم الجودة ونتمنى لكم تصفحا ممتعا لعددنا الخامس}