الكاتب: مهندس مجدى خطاب
رئيس تحرير عالم الجودة
تعلمنا منذ كنا نحبوا في عالم المعرفة والتعلم أن الدائرة تعرف بمساحتها ومحيطها وكنا كثيرا ما نخطأ تحديد الفرق بينهما حتى إننا و مع حفظنا لهما ولطريقة حسابهما لكننا كنا نواصل الخطأ عفويا وبدون قصد أحيانا كثيرة, وتتواصلالمشكلة أكثر , فالمحيط هو الطول الخارجي للحد المحيط بالدائرة والذي يحسب كعلاقة دالة في نصف قطرها وهو لا يعنيه ما بداخل هذا المحيط افتراضيا , أما المساحة فهي كل ما بداخل من مجموعة من النقاط ………… أعزائي قراء عالم الجودة عذرا على هذه المقدمة في معرفة بسيطة يعلمها القاصي و الداني والطالب والمهندس والدكتور الجامعي ولكنى أردت التذكرة به لما أريد أن أربطه معه لفكرة دائرة في ذهني أردت أن أعرضها عليكم وأن تشاركوني الرأي حولها وما أريد الوصول إليه هو أن عالم إدارة المنظمات والشركات والذي نحاول من خلاله الوصول إلى درجة ما من النجاح والتميز ومحاولة إدراك الكثير من المكاسب المادية والمعنوية يمكننا تشبيه بالدائرة وعنصري الاستدلال عليها وهما المحيط والمساحة , فكل المنظمات تأتى في البداية من نقطة قد تولد عفوية أو نتيجة تخطيط مسبق وعند دخولها إلى عالم الأعمال تبدأ من عند نقطة بداية قد تكون غير محددة وهى نقطة من على محيط دائرة الأعمال المحلية أو العالمية وتحاول أن ترسم محيطها فتحدد ما سوف تقدمه و إلى من ستوجه إليه نواتجها سواء أكان منتجا أو خدمة وتحاول في الوقت ذاته أن تحدد لنفسها كيف ستصل لهذا المستقبل والذي نسميه الزبون , وهنا تدرج كافة المنظمات الواعية أنها لو أتقنت تحديد نقطة البداية وخططت لها بذكاء وحكمة فإنها حتما ستبقى لأنها بذلك سوف تسير على محيط الدائرة , وهو ما يعنى دورانها على نقاط اتصال مستمرة , أما لو أخطأت البداية فأنها سوف تسير في خطوط متعرجة قد تعلو فيها وتنخفض كما أنها قد تصل لنقطة توقف تكون بعدها في طريق اللا عودة والخروج من دنيا المال والأعمال.
ونأتي إلى الشق الثاني من معرفي الدائرة وهو عمل المنظمات ضمن المحيط الخارجي للدائرة وهو ما نقصد به مسحاتها وهو أشبه هنا بكيف تحقق المنظمة أحلامها في الانطلاق والبقاء لأن هذا هو جوف المنظمة فالدائرة لا معنى لها إلا بمحيطها ومساحتها , كذلك فإن المنظمة لا تقوم إلا بإطار خارجي وهو منتجها وعميلها ومساحة داخلية تتمثل في عمليتها والتي من خلالها تتقن منتجها وهدفها النهائي هو رضا عميلها.
كما إننا نلاحظ هنا أن العميل الذي يتلقى المنتج أو الخدمة والذي هو مجازا نراه على محيط الدائرة لا يعنيه بالمرة ما بداخل هذه الدائرة فهو غاليا لا يشعر بكل عمليات المنظمة وحتى لا يعنيه أن يعر تحديدا ما الذي يجرى بداخلها , بل أن ما يعنيه ويرضيه هو جودة ما يصل إليه من ناتج المنظمة والذي يأمل منه أن يلبى حاجة عنده ويشبع مطلبا ورغبة , لذلك ولكي تنجح المنظمات فإنها يجب أن تعمل في البداية وباستمرار على محيطها الخارجي لترضى من تقدم له نواتجها , وتنكفئ داخليا على مساحتها الداخلية ونقصد بها هنا عملياتها الداخلية والتي من خلالها ترفع جودة منتجاتها وترضى عملائها وعلى المنظمات أن تعلم أن عملياتها الداخلية تأتى كعلاقة أو دالة فى نصف قطرها وهو هنا محددات أي عملية وهو ما يعرف بالـ ( 5M and E ) وهى Man , Machine , Material , Method , Measurement and Environmentحيث أنه كلما نجحت المنظمة في إدراك وفهم عملياتها الداخلية والعمل على إدارتها بنجاح وتميز كلما وصلت لإرضاء من هو على محيطها الخارجي وبذلك تكون اقتربت من المعنى المتكامل للدائرة والتي تعرف بمحيط ومساحة ويدل عليهما نصف القطر الداخلي …….. أخيرا من المهم جدا أن تكون نقطة البداية صحيحة من حيث المكان والزمان والتوجه المناسب, وأن تبقى المنظمات محافظة في سيرها على الحركة في محيط دائري وهو ما يعنى ضرورة التحسين والتطوير الدائم في كل عملياتها.