الكاتب : مهندس مجدى خطاب
إنطلقت المملكة العربية السعودية فى تطبيق أول مشروع عربى طموح لتطبيق الجودة فى كل مناحى الحياة السعودية وذلك من خلال برنامج ورؤية طموحة
تهدف لأن تكون المملكة نموذجا متفردا لتطبيق الجودة فى الوطن العربى بل والعالم أجمع وذلك من خلال رؤية خادم الحرمين الشرفين حفظه الله لأن تكون المملكة معيارا عالميا فى تطبيق الجودة بحلول عام 2020 م , فهل حقا المملكة العربية السعودية مؤهلة لهذه الريادة العربية والعالمية؟
أعتقد أنه ربما ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال الأن فالمشروع مازال فى بداياته الأولى ولكن هناك الكثير من المؤشرات والتى من الممكن ان تساعد فى الإجابة على هذا السؤال , كما أن هناك بعض العقبات والتى لو تم التعامل معها بشكل منهجى وصحيح لكانت مساعدا وبشدة على تحقيق هذه الرؤية الطموحة لقائد وشعب يستحق هذه الريادة.
أولا: مؤشرات النجاح للرؤية السعودية فى تطبيق الجودة معيارا عالميا سعوديا
1. تحتاج الجودة لنجاحها فى التطبيق التزاما عاليا من الإدارة العليا وليس أبلغ من ذلك فى الحالة السعودية من التزام أكبر مسؤول بالمملكة بهذه الرؤية و التبنى لخادم الحرمين الشريفين لهذا المعيار.
2. تحتاج الجودة الدعم المادى والمالى وقد رصدت المملكة فى موازنتها وخططها المستقبلية المبالغ الكافية لتنفيذ هذه الرؤية.
3. تحتاج الجودة الى كفاءات وجدارات بشرية مدربة وعلى درجة عالية من الكفأة العلمية وهى متوفرة الى حد كبير فى الشباب والأكاديمين السعوديين , كما أن المملكة لا تبخل فى سبيل ذلك بجلب الكفاءات والخبرات المتميزة سواء كانت عربية أو عالمية.
4. تحتاج الجودة الى وقت لنشر ثقافتها وغرس تطبيقاتها وجعلها منهاجا عمليا وقد حددت الرؤية السعودية فترة زمنية تبدو كافية وهى اكثر من ثمانى سنوات حتى عام 2020 م.
5. تحتاج الجودة الى دعما ومشاركة من الأفراد وقد بدء يظهر ذلك جليا داخل المجتمع السعودى الباحث عن الجودة وعلومها وتطبيقاتها وثقافتها والمتوجه الى الجامعات والأكاديميات وبيوت الخبرة والمراكز الإستشارية والتدريبية المحلية منها والعربية والعالمية.
كل هذه المؤشرات وغيرها الكثير من العوامل الداعمة والمبشرة بشدة لنجاح رؤية المملكة لتصبح فعليا معيارا عالميا لتطبيق الجودة.
ولكن وكما نعلم فإن لكل خطة ورؤية عقبات قد تعيق نجاحها وتحقيق أهدافها فما هى هذه العقبات المتوقعة والتى ربما تؤثر على نجاح أو حتى فعالية رؤية المملكة لتطبيق الجودة ؟ أعتقد ومن وجهة نظر شخصية مبنية على بعض من الخبرات فى العالم العربى أن من اهم هذه العقبات التالى:
1. التسرع فى حصد نتائج وثمار تطبيق الجودة وعدم الصبر حتى نهاية تطبيق الخطة.
2. أن تتحول رؤية المملكة للجودة الى مجرد مباهة فقط بخطة ورؤية , وتكون الأعمال مجرد دعايات ورسائل صحفية وأخبار تليفزيونية من هنا وهناك تظهر نجاحات ربما يكون مبالغا فيها.
3. أن يتم التركيز فقط على المفاهيم والأفكار ومسميات الجودة ونظمها دون التطبيق الفعال والعملى.
4. أن يتم تجويف نظم إدارة الجودة من مضمونها فيكون الهدف من وراء تطبيقها هو الشهادات الممنوحة أو الإعتمادات المحلية او العالمية.
5. أن يتم تجاهل القلب النابض للجودة داخل النظم الإدارية وهو رقابة الجودة الحقيقية والفعلية للخدمات والمنتجات وذلك بتجاهل بناء نظم داخلية لرقابة الجودة ضمن النظم الإدارية.
6. إغفال الدور الهام للعلوم الإحصائية وتطبيقاتها فى الجودة بداية من وضع طرق لجمع البيانات مرورا الى تحليلها ووصولا الى إستخلاص الحقائق والمعلومات من هذه البيانات.
7. وأخيرا وهو من أهم وأكبر العقبات والمؤثرات لنجاح تطبيق الجودة وهو عدم وجود جهات رقابية فعالة تراقب أعمال الجهات الإستشارية والجهات المانحة حتى لا تتحول فى عملها الى مجرد جهات بائعة لشهادات فقط.
ختاما أتمنى للملكة العربية السعودية النجاح والسداد فى تنفيذ تلك الرؤية الطموحة والرائدة وأن تصبح المملكة يابان العرب وأن تكون حقا معيارا عربيا وأسيويا وعالميا فى تطبيق الجودة.