تعرض الإنسان للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من
خطوط النقل ذات الجهد العالي
HUMAN EXPOSURE TO ELECTROMAGNETIC FIELDS RADIATED FROM
HIGH VOLTAGE TRANSMISSION LINES
ملخـــص :
إن استخدام المعدات والأجهزة الكهربائية بالمنازل والمعامل والمختبرات والمكاتب وكافة أماكن العمل ـ التى تشع مجالات كهرومغناطيسية ـ يؤدي الي ارتفاع درجة التلوث الكهرومغناطيسي بتلك الأماكن مما يجعل مستخدميها أكثر تعرضا لتلك المجالات وبقيم عالية ولفترات ليست بالقصيرة مما يؤثر سلبا علي صحتهم. كما أن التوصيلات الكهربائية المنفذة بطريقة غير سليمة بالمنشآت المختلفة يصاحبها أيضا زيادة في قيمة المجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة مما يؤدي الي ارتفاع درحة التلوث الكهرومغناطيسي واتساع مناطق التلوث. ومن ناحية أخري فإن النمو المتزايدللمدنوالمجتمعات أدى إلى ظهور مجتمعات جديدة والزحف تجاه خطوط نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية فأصبحت أماكن الإعاشة قريبة جدا من تلك الخطوط الكهربائية التى تشع مجالات كهرومغناطيسية التي قد تترك أثرا صحيا سيئا لمتعرضيها.
فى هذه الورقة يتم إلقاء الضؤ علي مشكلة التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية بالوسط المحيط متضمنا عرض تأثير التعرض لتلك المجالات بالمناطق الملوثة كهرومغناطيسيا علي صحة الإنسان وكذلك أهم مصادر ـ بالوسط المحيط بنا ـ ملوثات البيئة كهرومغناطيسيا. كما يتم دراسة ومناقشة النتائج التي تم الحصول عليها بإجراء بعض القياسات لقيم المجالات المغناطيسية المنبعثة من مصادر التلوث الكهرومغناطيسي بالوسط المحيط بنا لتقنين وتحديد درجة التلوث. كما يتم مقارنة النتائج بالمناطق الملوثة كهرومغناطيسيا بالقيم المرجعية للمجال المغناطيسى المسموح بها حتى يمكن تقييمها ومعرفة ما إذا كانت قيما آمنة للإقامة والعمل الدائمين أم غير آمنة.
كما يتم وضع بعض الاقتراحات والتوصيات التى تتعلق بالتصدى لهذه الظاهرة والتى تخص التلوث الكهرومغناطيسي الناتج من استخدامنا للكهرباء.
مقدمة :
إن للطاقة الكهربائية دورا كبيرا وفعالا في التنمية وذلك لاستخدامها على نطاق واسع في الحياة اليومية ويستعان بنظم التوليد والنقل والتوزيع لوصول الطاقة الكهربائية للمستهلك ، وعادة تكون محطات التوليد بعيدة عن مكان الاستهلاك فيتم نقل الطاقة الكهربائية بخطوط نقل هوائية ذات جهد عال. يكون مسار خطوط نقل الطاقة الكهربائية المعلقة عادة خارج المدن السكنية فنجد أنه يمر خارج المدن خطوط نقل الطاقة الكهربائية المعلقة ذات جهود مختلفة القيم. ونتيجة للزيادة المستمرة في عدد السكان ببعض المدن والتوسع العمراني المطلوب زادت المناطق السكنية وبدأ الزحف العمراني نحو حرم تلك الخطوط حتى أصبحت خطوط نقل الطاقة الكهربائية بالفعل داخل التجمعات السكنية. كما أن التقدم التكنولوجي الذي نعاصره حاليا أدي إلي زيادة الاعتماد علي الأجهزة الكهربائية مما أدي إلي زيادة تعرض السكان للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه الأجهزة.
إن الأجهزة الكهربائية وخطوط نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية تضخ مجالات كهربائية ومغناطيسية في الوسط المحيط لهذه المصادر وبالتالي فإن المستخدمين للأجهزة الكهربائية والأطفال بالحدائق والناس بالمباني والفلاحين بالحقول القريبة من هذه الخطوط يتعرضون للمجالين الكهربائي والمغناطيسي الناتجين من هذه المصادر11ـ17 . وإنه لمن المعلوم لا يمكن استخدام جهاز كهربائي أو توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية بدون توليد هذه المجالات ذات تردد 50/60 هرتز والذي يصنف تبعا للمجالات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد ( ELF ) Extremely Low Frequency التي ثبت أن لها تأثيرا ضارا بصحة الإنسان12,18,20-24الذي يتعرض لها.
ومن حسن الحظ أن الأشجار والأجسام المؤرضة والمباني تعمل على حجب المجالات الكهربائية الناجمة من مصادر الانبعاث الكهرومغناطيسي بينما لا تحجب المجالات المغناطيسية. إن حجب المجالات المغناطيسية ليس أمراً سهلاً ولكنه يحتاج لبعض المتطلبات الخاصة. ومما يزيد من خطورة التعرض للمجالات المغناطيسية أن الناس لا يشعرون بوجود المجال المغناطيسي ما عدا العالي نسبيا منه. ومن المعروف أن تعرض جسم الإنسان لمجال مغناطيسي ينتج عنه تيارات دوامية بالجسم تمر في حلقات أو دوائر عمودية على المجال المغناطيسي الناتج عن خطوط القوى الكهربائية ويكون لهذه التيارات الأثر الصحي السيئ على الجسم إذا تعرض لها20ـ24 .
بإيجاز هناك تأثيرات سلبية ومخاطر ناتجة عن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من مصادر الانبعاث الكهرومغناطيسي خاصة ذات الجهد العالي القريبة من المباني والساحات الشعبية والحدائق والمنتزهات والحقول وقرب تلك المصادر من التجمعات العمرانية الجديدة جعل قيم المجال الكهربائي والمغناطيسي ترتفع وقد تتعدى القيم المسموح بها مما يكون لها الأثر الضار بصحة الإنسان والحيوان والنباتات11,20-24خاصة عند زيادة الأحمال.
في هذا البحث يتم إلقاء الضؤ علي مشكلة التعرض للمجالات الكهرومغناطيسي بالوسط المحيط بنا متضمنا تأثير التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية بالبقاء بالقرب من مصادر ملوثات البيئة كهرومغناطيسيا. كما يتم دراسة ومناقشة النتائج التي تم الحصول عليها بإجراء بعض القياسات لقيم المجالات المغناطيسية المنبعثة من بعض مصادر التلوث الكهرومغناطيسية بالوسط المحيط بنا خاصة الأماكن القريبة من خطوط نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية. كما يتم مقارنة النتائج التي تم التوصل إليها بالمناطق الملوثة كهرومغناطيسيا بالقيم المرجعية للمجال المغناطيسي المسموح بها حتى يمكن تقييمها ومعرفة ما إذا كانت قيما آمنة للإقامة والعمل الدائمين أم غير آمنة.
كما يتم وضع بعض الاقتراحات والتوصيات التي تتعلق بالتصدي لهذه الظاهرة والتي تخص التعرض للمجال المغناطيسي المنبعث من مصادر ملوثات البيئة كهرومغناطيسيا متمثلا في استخدام الكهرباء بجميع جوانبه.
خلفية الدراسة :
إن مصادر ملوثات البيئة كهرومغناطيسيا تشع مجالات كهرومغناطيسية (كهربائية ومغناطيسية) وقد وجد أن المجال الكهربائى يحجب بالمباتي والأشجارعكس المجال المغناطيسى والذي يعتمد أساسا على تيار تحميل الخط ومن المعروف أن هذه المصادر ذات تيارات كبيرة وعليه فإنها تشع مجالات كهرومغناطيسية وتكون قيم هذه المجالات مرتفعة بالقرب من المصدر وتتناقص مع زيادة البعد عن هذه المصادر. كما أن الزيادة في كمية الطاقة الكهربائية والتوصيل العشوائي للتوصيلات الكهربائية بالمنشآت السكنية والتجارية والتعليمية واستخدام الأجهزة والمعدات الكهربائية بصورة مفرطة كل ذلك يؤدي الي ارتفاع درجة خطورة التعرض للمجالات المغناطيسية واتساع رقعته مما يجعلنا نحذو حذو الكثير من الباحثين ونلقي الضؤ علي هذا الموضوع بالوسط المحيط بنا.
يحس الناس عادة بالمجالات الكهربائية العالية بينما معظم الناس لا يشعرون بوجود المجال المغناطيسي ما عدا العالي نسبيا منه. ومن حسن الحظ ـ كما ذكر سابقا ـ أن الأجسام تعمل على حجب المجالات الكهربائية بينما لا تحجب المجالات المغناطيسية وبالتالي لا تتأثر قراءات الأجهزة المستخدمة بجسم القارئ. ونظرا لصعوبة حجب المجالات المغناطيسية تم التركيز في هذا البحث علي المجالات المغناطيسية. إن التعرض للمجالات الكهربائية تسبب حثا كهروستاتيكيا في الأجسام التي تتعرض لها وينتج من هذا الحث تياراً3 ،4 ،18، 24، 31 أما التعرض للمجال مغناطيسي فيكون في صورة تيارات دوامية بالجسم تمر في حلقات أو دوائر عمودية على المجال المغناطيسي الناتج عن المصادر. كما يكون لهذه التيارات الأثر الفسيولوجي على جسم الإنسان أيضا إذا تعرض لها12, 18.
ومن ناحية أخري لابد من التأكد من قيم المجالات المغناطيسية داخل تلك المبانى. وذلك تفاديا لما توصلت اليه بعض الدراسات بأن هناك تأثيرا على الإنسان عند تعرضه للمجالات الكهرومغناطيسية قد تصل إلى إصابته بالأمراض السرطانية. فقد لاحظ بعضهم27 أن بعض الأطفال توفوا متأثرين بالأمراض السرطانية عند تعرضهم للمجالات الكهرومغناطيسية وقد وصلت نسبتهم إلى إصابة طفلين من كل ثلاثة أطفال وذلك بالمناطق القريبة من خطوط القوى الكهربائية والتى تبعد عنها حوالى 40 متر.
مما سبق يتضح أنه لابد من قياس المجالات المغناطيسية بالوسط المحيط بنا خاصة داخل المباني ومقارنتها بالقيم المسموح بها32-35.
لمتابعة بقية البحث يرجى تحميل العدد الرابع من مجلة عالم الجودة